منتجات التمور في المملكة على امتداد العقود، لم تكن التمور مجرد محصول موسمي يُجنى، بل تحولت إلى ثروة وطنية ومادة استراتيجية تُعبر عن الإرث الزراعي والتجاري والغذائي للجزيرة العربية. وفي طليعة الدول التي أولت عناية كبرى بهذا القطاع الحيوي، تأتي المملكة العربية السعودية، التي أصبحت رائدة عالميًا في إنتاج وتطوير منتجات التمور في المملكة.
لقد شهد قطاع منتجات التمور في المملكة تطورًا لافتًا، ليس فقط من حيث حجم الإنتاج، ولكن أيضًا من حيث تنوع الصناعات التحويلية المرتبطة به. فاليوم، لم تعد التمور تُقدم فقط في شكلها التقليدي الخام، بل أصبحت تدخل في صناعات غذائية متقدمة، ومستحضرات صحية، ومنتجات تجميلية، وحتى في الصناعات الدوائية. وهذا التنوع يعكس الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها الجهات المعنية في تعزيز القيمة المضافة للتمور، والانتقال بها من مادة زراعية إلى سلعة عالمية قابلة للتسويق والتصدير بمستويات عالية من الجودة.
منتجات التمور في المملكة
تُعد منتجات التمور في المملكة أحد المحاور الأساسية التي تندرج ضمن برامج رؤية السعودية 2030، إذ تستهدف الحكومة السعودية رفع كفاءة القطاع الزراعي، وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية، ودعم الاقتصاد الوطني غير النفطي. ولهذا، فإن منتجات التمور في المملكة ليست مجرد مواد استهلاكية محلية، بل أدوات فاعلة في توسيع القاعدة الاقتصادية، وفتح أسواق جديدة، وتعزيز فرص العمل والاستثمار.
إن ما يميز منتجات التمور في المملكة هو الدمج الذكي بين الأصالة والتجديد، حيث تحافظ الصناعات على الطابع التقليدي للتمور كمنتج عربي أصيل، لكنها تُقدّمه في أطر حديثة تعبّر عن التطور الصناعي والتقني في المملكة. فهناك اهتمام كبير بالتصميم والتعبئة والتغليف، ومعايير الجودة والسلامة، وكلها عوامل جعلت من منتجات التمور في المملكة عنصر جذب للأسواق الإقليمية والدولية.
وإذا تأملنا في المشهد العام، نجد أن منتجات التمور في المملكة أصبحت تحمل رسالة مزدوجة: رسالة غذائية تغذي الجسم، ورسالة ثقافية تُجسّد حضارةً متجذّرة في عمق التاريخ. كما أنها تعكس روح الابتكار السعودي في تطوير الصناعات المحلية القائمة على الموارد الوطنية. ومن هنا، فإن الحديث عن منتجات التمور في المملكة هو في الحقيقة حديث عن تنمية اقتصادية، ووعي استثماري، وتوجه استراتيجي طويل الأمد.
أنواع منتجات التمور في المملكة العربية السعودية
تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم البلدان المنتجة للتمور في العالم، حيث تحتضن مجموعة متنوعة من الأصناف المحلية التي تتميز بجودتها العالية وطعمها اللذيذ. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا أصناف مستوردة من التمور التي تساهم في إثراء السوق السعودي. في هذا القسم، سنستعرض أنواع التمور المحلية والمستوردة، لنقدم لكم لمحة شاملة عن ما يقدمه هذا المنتج القيّم.
أصناف التمور المحلية
تتميز التمور المحلية في المملكة بخصائص فريدة، حيث تختلف في الشكل واللون والطعم. نستعرض لكم في هذا السياق بعضًا من أشهر الأصناف:
- التمور السكري: يعتبر من الأنواع الأكثر شعبية في المملكة، حيث يتميز بطعمه الحلو وقوامه الطري. يستخدم كثيرًا في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات.
- التمور الخلاص: يعد من أفضل التمور ويتميز بلونه الأصفر الفاتح وطعمه اللذيذ. يشتهر بمذاقه الفريد ويعتبر من أكثر الأنواع مبيعًا.
- التمور المدجول: يعرف بجودته العالية وقوامه الجيد، ويستخدم بكثرة في إعداد الحلويات.
- التمور البرحي: يتميز بلونه الذهبي وطعمه السكرى المتميز. يعتبر الخيار المثالي للوجبات الخفيفة.
- التمور الزهدي: يعتبر خيارًا مثاليًا للذين يحبون التمر المتوسط الحلاوة. يتميز بقوامه القاسي وقلة رطوبته مقارنةً بالأنواع الأخرى.
كل هذه الأصناف تلعب دوراً مهما في العادات والتقاليد السعودية، حيث تقدم في المناسبات الاجتماعية والدينية، مما يعكس التراث العريق للبلاد.
أصناف التمور المستوردة
إلى جانب التمور المحلية، هناك أيضًا أصناف مستوردة من دول مختلفة تتواجد في الأسواق السعودية. تركز هذه الأصناف على تلبية طلب المستهلكين الذين يحبون التجديد والتنوع في اختياراتهم. من بين الأنواع المستوردة البارزة:
- التمور الفارسية: معروفة بجودتها العالية وحجمها الكبير. تتميز بمذاق حلو ورائحة زكية.
- التمور الجزائرية: تعد من بين أشهر الأنواع في شمال أفريقيا، وتتميز بمذاقها الفريد، كما أنها غنية بالعناصر الغذائية.
- التمور التونسية: تصدر نوع “البرحي” ذو الطعم الفريد، وهو مرغوب جداً في الأسواق الخارجية حيث يُعرف بمذاقه الفائق.
- التمور اليمنية (المجففة): تشتهر بمجموعة من الأصناف الفريدة حيث تُستخدم في تحضير العديد من الأطباق.
- التمور المغربية: معروفة بكونها غنية بالسكريات وتتميز بقوامها الفريد.
إن تواجد هذه الأصناف المستوردة من التمور في السوق السعودي يساهم في تلبية الأذواق المختلفة، كما يُعزّز من ثقافة تناول التمر، وهو ما يميز مجتمعنا ويدعمه.
منتجات التمور في المملكة
إن تنوع منتجات التمور في المملكة العربية السعودية، بين الأصناف المحلية والمستوردة، يعكس غنى الثقافة الغذائية في البلاد. كما أن كل نوع يتمتع بمواصفات وفوائد خاصة تجعله عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي العربي بشكل عام. سواء كنت تفضل التمور المحلية ذات الطعم الحلو أو الأنواع المستوردة بخصائصها الفريدة، فإن التمور تظل خيارًا صحيًا ولذيذًا يُمكن تناوله في مختلف المناسبات.
فوائد وقيمة غذائية لمنتجات التمور في الحمية الغذائية
تُعتبر التمور من الأغذية الطبيعية الغنية بالقيم الغذائية والعديد من الفوائد الصحية. الجهود المستمرة للترويج لهذه الفاكهة في الحميات الغذائية أثبتت فعاليتها في تعزيز الصحة والعافية. في هذا القسم، سنتناول العناصر الغذائية الرئيسية الموجودة في التمور، إضافة إلى الفوائد الصحية لصحة جسم الإنسان.
العناصر الغذائية الرئيسية في التمور
تحتوي التمور على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية الضرورية للجسم، مما يجعلها إضافة قيمة لأي حمية غذائية. نستعرض أهم العناصر الغذائية التي يمكن العثور عليها في التمور:
- الفيتامينات:
- تحتوي التمور على مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين B (B1, B2, B3, B5) وفيتامين K، والتي تلعب دورًا هامًا في تعزيز صحة الجسم.
- المعادن:
- تعتبر التمور مصدرًا جيدًا للمعادن مثل:
- البوتاسيوم: يدعم صحة القلب ويد regulates ضغط الدم.
- المغنيسيوم: يساهم في تحسين صحة العظام.
- الكالسيوم: يعزز صحة الأسنان والعظام.
- تعتبر التمور مصدرًا جيدًا للمعادن مثل:
- الألياف الغذائية:
- تحتوي التمور على نسبة مرتفعة من الألياف الغذائية (حوالي 7 جرام لكل 100 جرام)، والتي تُعتبر مهمة لصحة الجهاز الهضمي وتحسين حركة الأمعاء.
- السكريات الطبيعية:
- تُعد التمور مصدرًا ممتازًا للسكريات الطبيعية مثل الجلوكوز والفركتوز، مما يوفر طاقة سريعة للجسم.
- مضادات الأكسدة:
- تحتوي التمور على مضادات أكسدة مثل الفلافونويد والأحماض الفينولية، التي تُساعد في مكافحة الشوارد الحرة وتقليل الالتهابات.
إن احتواء التمور على هذه العناصر الغذائية يجعلها خيارًا مثاليًا ليس فقط كوجبة خفيفة، بل أيضًا كمكون رئيسي في العديد من الأطباق الصحية.
الفوائد الصحية لتناول منتجات التمور
تتجاوز فوائد التمور كونها مصدرًا غذائيًا، فهي تحمل العديد من الفوائد الصحية المذهلة. إليكم بعض الفوائد التي قد تلاحظونها عند إدراج التمور في نظامكم الغذائي اليومي:
- تحسين صحة القلب:
- بفضل احتوائها على البوتاسيوم وفوائد مضادات الأكسدة، تساهم التمور في خفض مستوى الكوليسترول الضار في الجسم وتعزيز صحة القلب.
- تسهيل عملية الهضم:
- تساعد الألياف الغذائية الموجودة في التمور على تعزيز صحة الجهاز الهضمي، والحد من مشاكل مثل الإمساك.
- زيادة الطاقة:
- تُعتبر التمور مصدرًا فوريًا للطاقة، وهو ما يجعلها وجبة خفيفة مثالية قبل ممارسة الرياضة أو أثناء بذل الجهد البدني.
- دعم صحة العظام:
- تحتوي التمور على المغنيسيوم والكالسيوم، مما يساعد في الحفاظ على قوة العظام وصحتها، ويقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- تعزيز جهاز المناعة:
- يمكن أن تسهم العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة في تقوية الجهاز المناعي، وهو ما يُساعد الجسم في مقاومة الأمراض.
- تنظيم مستويات السكر في الدم:
- على الرغم من احتوائها على السكريات الطبيعية، إلا أن الألياف الغذائية في التمور يمكن أن تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يجعلها خيارًا جيدًا لمرضى السكري عند تناولها باعتدال.
- تحسين الوظائف العقلية:
- بعض الدراسات تشير إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في التمور قد تلعب دورًا في تحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بأمراض العقل المرتبطة بالتقدم في العمر.
إن هذه الفوائد الصحية تجعل التمور من الأغذية التي يُفضل تناولها في أي نظام غذائي، دون أن ننسى أنها مناسبة في المناسبات العائلية والاجتماعية، حيث تكون جزءًا من التراث الغذائي العربي.
منتجات التمور في المملكة
تعتبر التمور خيارًا غذائيًا متكاملًا لما تحتويه من عناصر غذائية هامة وفوائد صحية جمة. سواء أكانت مستهلكة كوجبة خفيفة، أو كمكون لإعداد الأطباق والحلويات، فتكفي لحث الجسم على الاستفادة من جميع ما تقدمه. يُنصح بإدراج التمور في الحميات الغذائية لتحقيق فوائد صحية ملحوظة بطريقة شهية ومغذية.
طرق تصنيع وتحضير منتجات التمور
تعتبر التمور من المنتجات التي تُستغل بشكل واسع في العالم العربي، وخاصة في المملكة العربية السعودية، حيث تُعد رمزًا ثقافيًا وتراثيًا. تتنوع طرق تصنيع هذه الفاكهة اللذيذة، بالإضافة إلى الطرق المختلفة لتحضير الحلويات والمأكولات باستخدامها. في هذا القسم، سنستعرض عملية تصنيع التمور المعبأة وطرق إعداد الأطباق والحلويات باستخدام التمور، مما يجعلها توسيعًا لخياراتنا الغذائية.
عملية تصنيع التمور المعبأة
تصنيع التمور المعبأة يُعتبر خطوة حاسمة تساهم في الحفاظ على جودة التمور ونكهتها لفترة طويلة. تمر هذه العملية بعدة مراحل تتضمن:
- القطف:
- يتم قطف التمور في الوقت المناسب من خلال تقنيات محددة لضمان جودتها. يُفضل قطف التمور عندما تكون ناضجة تمامًا لتفادي التلف.
- التنظيف:
- تُغسل التمور جيدًا للتخلص من الأتربة والملوثات. هذه المرحلة تعتبر مهمة لضمان نظافة المنتج المُقدم للمستهلكين.
- التجفيف:
- تُجفف التمور إما بواسطة أشعة الشمس أو في أجهزة تجفيف حرارية. هذه الخطوة تساهم في المحافظة على السكر الطبيعي في التمور وتحسين طعمها.
- التعبئة:
- تُعبأ التمور بعد عملية التجفيف في عبوات محكمة الإغلاق. يُستخدم عادةً البلاستيك العازل أو الزجاج لضمان عدم دخول الهواء أو الرطوبة، مما يساعد في الحفاظ على جودة التمور لفترة أطول.
- التخزين:
- تعاود التمور المعبأة تخزينها في بيئات مناسبة وباردة لتجنب أي تلف. يُفضل تخزين التمور بمعزل عن مصادر الحرارة والرطوبة.
تتيح هذه العملية للمستهلكين الحصول على تمور طازجة ومغذية على مدار العام. ويتمثل النجاح في هذه العملية في القدرة على الحفاظ على القيمة الغذائية العالية للتمور، والتي تم تحديدها في القسم السابق.
طرق تحضير الحلويات والمأكولات باستخدام التمور
تُعتبر التمور مكونًا رائعًا يُستخدم في مجموعة متنوعة من الأطباق والحلويات. هنا بعض الطرق التي يمكن للمستفيدين استخدامها لإعداد وصفات شهية ومغذية باستخدام التمور:
- تحضير العصائر:
- يمكن خلط التمور مع الحليب والعسل لتحضير عصير مغذي ولذيذ. تُعتبر هذه العصائر مثالية للإفطار أو كوجبة خفيفة.
- مكونات العصير:
- 5 حبات من التمر
- كوب حليب
- ملعقة صغيرة من العسل
- رشة قرفة
- صنع الحلويات:
- يتم استخدام التمور في إعداد حلوى “الترايفل” أو “المدلوقة”. يمكن طحن التمور ثم خلطها مع المكسرات والكريمة لصنع قاعدة شهية لحلويات متنوعة.
- مكونات المدلوقة:
- كوب من التمور المُعالجة
- نصف كوب من اللوز أو الجوز
- ملعقة عسل
- أطباق رئيسية:
- يُمكن أيضًا إضافة التمور إلى أطباق اللحم مثل “كبسة اللحم” حيث تضيف الطعم الحلو الجميل إلى الأطباق وتوازن اللذائذ.
- يعتبر هذا المزيج من الأذواق أحد السمات التلقائية للمطبخ السعودي.
- تحضير البسكويت والمعجنات:
- يُمكن استخدام التمور في صنع بسكويت خاص بالنظام الصحي. يتم مزجها مع الشوفان وزيت جوز الهند لصنع كرات طاقة ممتازة.
- مكونات بسكويت التمر:
- كوب من التمور المفرومة
- كوب شوفان
- نصف كوب من دقيق اللوز
- رشة ملح
- تحضير الفطور:
- يمكن إضافة التمور إلى سلطات الفواكه أو تشكيلة الفواكه الجافة، مما يجعلها إضافة مثالية للصباحات الباردة.
تهدف هذه الطرق إلى إضفاء نكهة خاصة وفائدة غذائية على كل وجبة، مما يجعل التمور جزءًا لا يتجزأ من المطبخ السعودي.
منتجات التمور في المملكة
يمكن القول إن طرق تصنيع وتحضير منتجات التمور تقدم فرصًا لا نهاية لها للاستفادة من فوائد هذه الفاكهة الشهية. تستمر عمليات التصنيع في الحفاظ على جودة ومذاق التمور، بينما تتيح لك الوصفات المتنوعة استكشاف طرق جديدة لدمجها في حميتك الغذائية. إن إدراج التمور في أطباقك، سواء كوجبة خفيفة أو كمكوّن رئيسي، يضمن لك استمتاعًا بطعم لذيذ وفوائد صحية رائعة.
استخدامات منتجات التمور في الثقافة والتقاليد السعودية
تتجلى أهمية التمور في الثقافة والتقاليد السعودية بأسلوب بارز، حيث تُعتبر هذه الفاكهة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية والاحتفالات والمناسبات الاجتماعية. تظل التمور عنوان الشغف والعطاء في المجتمع السعودي، مما يبرز ارتباطها العميق بالتراث والهوية. في هذه القسم، سنتناول الاحتفالات والمناسبات التي تشمل منتجات التمور ودورها الحيوي في التراث السعودي.
الاحتفالات والمناسبات التي تشمل منتجات التمور
تعتبر التمور جزءًا لا يتجزأ من كثير من الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية والدينية في السعودية، حيث تضفي جمالاً وبهجة على تلك اللحظات. إليكم بعض المناسبات التي تُعد فيها التمور متواجدة بشكل أساسي:
- رمضان:
- يُعتبر شهر رمضان من أكثر الأوقات التي تُستهلك فيها التمور، حيث تُستخدم في تحضير الإفطار بعد صيام يوم طويل. تُعتبر “التمور مع الماء” الخيار التقليدي للبدء الإفطار، حيث يفضل الكثيرون تناولها لإمداد الجسم بالطاقة فورًا بعد الصيام.
- الأعياد:
- في عيد الفطر وعيد الأضحى، تُعتبر التمور جزءًا من الهدايا والمستقبلات التي تقدم للزوار. كما تُضاف التمور إلى أطباق الحلويات التقليدية التي تُعد خصيصًا لهذه المناسبات.
- الزفاف:
- تستخدم التمور كجزء من تقاليد الزفاف، حيث يتم توزيعها على الضيوف كرمز للكرم والضيافة. يتم تقديمها غالبًا مع القهوة العربية، مما يُعكس التراث السعودي العريق.
- المناسبات الدينية:
- تُعتبر التمور أيضًا جزءًا من المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف، حيث يتم تحضير الأطباق التي تحتوي على التمور كوسيلة للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة.
تُظهر هذه المناسبات جانبين؛ الأول هو استخدام التمور كعنصر غذائي مهم، والثاني هو ارتباطها بالضيافة والكرم، مما يظهر أهمية الثقافة السعودية في تقديمها.
دور التمور في التراث السعودي
تحتل التمور مكانة خاصة في التراث السعودي، حيث تُعتبر رمزًا للعطاء والمحبة، وتُقصّ العديد من الحكايات والأساطير المرتبطة بها. الدراسات التاريخية تثبت أن زراعة التمور كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، وقد لعبت دورًا حيويًا في تعزيز الأمن الغذائي.
- رمز الكرم:
- تُعتبر التمور أحد الرموز الأساسية في الضيافة السعودية، حيث يُعتَبر تقديم التمر للزوار أمرًا أساسيًا. ومن هنا، تُظهر الوجبات التي تحتوي على التمور مدى كرم المضيفين.
- المزارع التراثية:
- تُشهد مناطق مثل الأحساء والمدينة المنورة التاريخية مشاهد خرافية لتربية النخيل وزراعة التمور، حيث يُعبر السٌكان هنا عن اعتزازهم بهذا التراث الزراعي ويهتمون بالحفاظ عليه كثقافة وموروث.
- صناعة الحرف اليدوية:
- يتم استخدام مواد النخيل، مثل جذع النخلة وسعفها، في صناعة العديد من المنتجات التقليدية مثل السلال والحصير. هذه الحرف تعكس قدرة المجتمع على الاستفادة من كل أجزاء شجرة النخيل.
- الحكمة والفلسفة:
- تشير العديد من الأمثال والحكم العربية إلى أهمية النخلة والتمر في الحياة اليومية. على سبيل المثال:
- “عندما تُزرع نخلتك، فإنك تزرع المستقبل.”
- تشير العديد من الأمثال والحكم العربية إلى أهمية النخلة والتمر في الحياة اليومية. على سبيل المثال:
- التعليم والإرث الثقافي:
- يعتبر تناول التمور وإعداد الأطباق بها جزءًا من التعليم التقليدي الذي يتلقاه الأطفال. غالبًا ما تُعقد ورش عمل لتعليم الأطفال كيفية جمع التمور وتحضير الأطباق المختلفة بها، مما يضمن استمرار التراث.
منتجات التمور في المملكة
إن استخدامات التمور في الثقافة والتقاليد السعودية تتجاوز مجرد كونها غذاء، فهي تُمثل القيم والمبادئ الراسخة في المجتمع. تساهم التمور في تعزيز الروابط الاجتماعية من خلال المناسبات والاحتفالات، بينما تُعتبر رمزًا رئيسيًا للكرم والتراث. سواء كانت تُقدَّم في احتفالات الأعياد أو تُزرع في المزارع التراثية، تظل التمور جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية السعودية. إنها أكثر من مجرد طعام؛ إنها قصة تُروى عبر الأجيال، تزيد من عمق الفهم للأهمية التي تحتلها في قلوب الناس.
لقد أصبحت منتجات التمور في المملكة شاهدًا حيًا على قدرة الإنسان السعودي على تحويل التحديات البيئية إلى فرص تنموية، وعلى قدرته في الاستثمار في المقومات الزراعية وتحويلها إلى منتجات تنافس في الأسواق العالمية. فمن التمر الخام، إلى عجائن التمر، وسكاكر التمر، ودبس التمر، ومشروبات الطاقة المستخلصة من التمر، وحتى مستحضرات العناية بالبشرة، اتسعت دائرة منتجات التمور في المملكة لتشمل مسارات متعددة تعكس مدى تنوع هذا المورد الاستراتيجي.
وإن نظرة تحليلية لواقع الأسواق الإقليمية والعالمية تُظهر أن منتجات التمور في المملكة باتت تتمتع بثقة متزايدة بين المستهلكين والمستوردين، بفضل التزام المنتجين السعوديين بأعلى معايير الجودة، والدعم الحكومي المتواصل الذي يوفّر البيئة التشريعية والتنظيمية المناسبة لتطوير القطاع. وهذا ما أسهم في ترسيخ مكانة المملكة كأحد أكبر منتجي ومصدّري التمور عالميًا.
لكن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في الحفاظ على هذه المكانة، بل في تعزيزها وتوسيعها، من خلال الاستمرار في تطوير منتجات التمور في المملكة، وابتكار أشكال جديدة تتماشى مع تغيرات الذوق العالمي، وتلبي متطلبات المستهلك العصري الذي يبحث عن الجودة، والقيمة الغذائية، والابتكار في آنٍ واحد. ولا شك أن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في التعبئة، والتسويق الرقمي، والذكاء الصناعي في تحليل بيانات السوق، سيُسهم في الارتقاء بمستوى منتجات التمور في المملكة إلى مستويات أكثر تطورًا وتأثيرًا.
كما أن الجانب التوعوي لا يقل أهمية عن الجانب الصناعي، إذ من المهم تعزيز ثقافة استهلاك منتجات التمور في المملكة داخليًا وخارجيًا، من خلال الحملات الترويجية التي تبرز قيمتها الغذائية، وأهميتها الصحية، ودورها في الوقاية من الأمراض المزمنة. وبذلك، فإن منتجات التمور في المملكة يمكن أن تلعب دورًا موازيًا في دعم الصحة العامة، كما تدعم الاقتصاد.
يمكن القول إن منتجات التمور في المملكة تمثل نموذجًا يُحتذى به في كيفية تحويل الموروث الزراعي إلى مشروع اقتصادي وطني ذي بُعد عالمي. إنها ليست مجرد ثمار تُجنى من النخيل، بل قصة نجاح وطنية تعبّر عن الرؤية، والتخطيط، والإرادة. وإن استمرار تطوير منتجات التمور في المملكة سيبقى عنصرًا محوريًا في تعزيز الأمن الغذائي، ودفع عجلة الاقتصاد، ونقل الصورة الحقيقية للمملكة كدولة تجمع بين الأصالة والحداثة، الزراعة والتكنولوجيا، التراث والطموح.
لا توجد تعليقات